مقالات د.مصطفى الاغا 
لنهدم العباسيين... 
كتب : د.مصطفى الآغا - دبي في حياتي لم أحب المقالات الطويلة ولا أقرؤها أساساً ولكن تبدو لي هذه المقالة استثناء لقاعدتي والأسباب كثيرة ..... فمن زار منكم ملعب ويمبلي في العاصمة لندن كان لابد وأن يشعر بإحساس خاص فهذا الملعب من مواليد 1923 وتكلف بناؤه إذا ما حولنا القيمة الفعلية لما صُرف عليه بما يمكن أن تشتريه حالياً فهي تقدر بحوالي ثلاثة آلاف مليون ونصف من الدولارات وكان يتسع لمائة ألف متفرج وتم تقليص السعة عام 1989 إلى 79 ألف متفرج ....
من سنحت له الفرصة وزار ويمبلي " العتيق " كان يشعر بعبق التاريخ والعراقة والذكريات ولابد أن يلمس كم يفتخر الإنكليز بملعبهم هذا وماذا يعني لهم ...
وأعتقد أنني كنت آخر شخص في العالم صوّر إعلانا في هذا الصرح الرياضي العالمي قبل أن يتم هدمه ... نعم يا سادة هدمه وإعادة بنائه بعدما عجز ويمبلي عن مواكبة عصره رغم أنه قبل الهدم كان رائعاً ونظيفاً وأرضيته هي الأحلى ومقاعده صامدة وبعضها جلدي في المنصة الملكية وبرجاه ومتحفه كانوا شهوداً على العصر .....
ورغم أنهم كانوا يستطيعون توسعته كما فعل جماعة مانشستر يونايتد بأولد ترافورد الذي قارب عمره على المائة عام إلا أن الحكومة قررت أن تهدمه بموافقة سكان البلاد وبتبرعهم ومن خلال اقتطاع مبالغ من اليانصيب الوطني ... وتكلفت عملة الهدم مليار يورو ونصف أي حوالي ملياري دولار وبات يتسع ل90 ألف متفرج رغم أنهم كانوا يستطيعون الزيادة ولكنهم واقعيون ولايحبون رؤية مقاعد فارغة والمباهاة بضخامة ملاعبهم " عالفاضي " .....
ومن زار ملعب سانتياغو بيرنابيو معقل ريال مدريد كان لابد له من أول نظرة أن يشعر وكأنه في منطقة العباسيين حيث الملعب وسط البيوت ولكن شتان مابين الملعبين علما أن ملعب النادي الملكي تم بناؤه في عهد رئيس الريال سانتياغو بيرنابيو عام 1947 وتم إطلاق إسم الرئيس عليه عام 1955 حيث كان مدريد قبلها مشرداً في ملاعب صغيرة ... بالمناسبة كان الملعب يتسع ل120 ألف متفرج وبات الآن يتسع لمئة ألف و400 مقعد لأن هناك تعليمات من الإتحاد الأوربي حول سلامة الملاعب أعتقد أننا لم ولن نفكر بها ( طبقا للمواصفات الدولية ) ....
من يريد العيش بين الآخرين عليه أن يتطور معهم ويواكب تطورهم وفي اليوم الذي شاهدت فيه منتخب السويد يلعب في العباسيين شعرت (بالأسى والخجل) من منظر الملعب ومحيطه وحتى الواقفين على المضمار وهذا يده في جيبه وذلك يميل على صديقه وهم باللباس الرسمي والملعب مثل (العريان)، فشكله جامد وكأنه بلا روح ومدرجات بلا مقاعد وأرضية إسمنتية باردة وطراز معماري وشكل لاينم عن أي معلم تاريخي سوري أو عربي وداخله لا تجد أي إعلان أو لافتة أو حتى شكل تزييني (ولا أعرف كيف لم تسوق مثل هذه المباراة التاريخية حتى لشركات العلكة والمحارم ) وخلف المرمى مناظر الأرضية مؤذٍ والأهم من كل هذا هو الصفة التي نطلقها على ملعب العباسيين وهي كلمة (دولي) والدولي منه براء براءة الذئب من دم يوسف ...
نعم لنهدم ملعب العباسيين ونعيد بناؤه والاستفادة من موقعه المميز والسكني بإضافة محلات تجارية ومول وسينمات ومسارح ومراكز صحية ومتحف للكرة السورية وأماكن مخصصة للنقل التلفزيوني ومراكز صحفية وفندق مثل العالم والناس يمكن لمنتخب مثل السويد أن يقيم فيه بخدمة خمس نجوم ونستفيد من عوائده وأماكن صف للسيارات قريبة وأرضية بلا مضمار العاب قوى لأنه أساساً لم يكن هناك طعم لهذا المضمار ولم نر عليه بطولة منذ سنوات غابرة ولتكن هناك شركة ( بداية حكومية لأنه كما يبدو لا مجال للحديث عن إبتعاد الحكومة عن الشأن الرياضي) تدير هذا الصرح التجاري الرياضي وتصرف عليه من أرباحه وأعتقد أنه لو كانت هناك نية " صافية " لتم تنفيذ المشروع خلال 36 شهرا إلى 50 وأنا أعيش في دبي وخلال وشاهدت نواطح سحاب تظهر خلال عشرة أشهر إلى سنة وهناك تجار وشركات يمكن أن تشكل تحالفاً لبناء المجمع الرياضي - لأنه لن يكون مجرد ملعب – أو تعهيد الملعب لشركة عالمية وهي تديره وتستثمره لفترة يتم الإتفاق عليها بدون أن يتم تهريبها وعرقلة أمورها ووضع العصي في دواليبها قبل أن تبدا وبدون لجان الكباب التي مازالت تدرس مترو دمشق حتى الآن ؟؟؟؟
لنبدأ حملة لهدم ملعب العباسيين وتحسين ملاعب الفيحاء وتشرين والجلاء ريثما يتم أنشاء الملعب الجديد .... فهل من مبادر معي ؟؟؟
** منقوووول : موقع الكرة السورية
lrhghj L lw'tn hgNyh
5th May 2010
مقالات / مصطفى الآغا
المواضيع المتشابهه
