|
اهداءات مضايف بلدة الغبره |
المجلس المفتوح يختص بالمواضيع التي ليس لها قسم معين |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
1st January 2011 | #1 |
|
البوكمال وتاريخها العريق
بسم لله الرحمن الرحيم
اخواني واخواتي يسرني ويسعدني ان اقدم لكم تاريخ مدينة البوكمال السورية هي احدى مدن محافظة دير الزور وهي تعد من المدن الحديثة العهد عدد سكانها حوالي 300.000 الف نسمه هي وقراها والله اعلم يقيم فيها الكثير من المهاجرين من العراق وبالتحديد عانه وراوه ومدن اخرى والأغلبية من ابناء العقيدات وابناء القبائل الاخرى سبب تسميتها : يعود اسم مدينة البوكمال الى كمال بن غنام بن علي السالم الصهيبي " جد عشائر البوكمال (من قبيلة العقيدات) " التي تقيم في المنطقه مدينة أبو كمال التسمية والموقع أسس البوكمال (المدينة) مجموعة من العانيين المهاجرين إلى سورية مــن (عانة) وهي مدينة عراقية تبعد عن الحدود السورية مئة وخمس كم ويـُذكر منهم ( صالح الزرزور- سيد مصطفى العز الدين- سيد خليفة الزعين - محمد النقيب- ساير الجاسم- مُلا حميِّد الخضر).. وآخرون قادمون من أنحاء شتى يُذكر منهم ( خلف الحداد- أحمد السراج- الحاج محمود موصللي). وقد كانت البوكمال آنذاك قرية صغيرة تسمى ( النحامة) ومن ثم تمت تسميتها بالبوكمال نسبة إلي سكان المنطقة الأصـلـيـيـن وهــم العـقـيـدات وهم الذين سمحوا لأخوانهم المهاجرين بالأقامة بالبوكمال وتعميرها وقد كان (درويش أفندي) أول قائم مقام للبوكمال في عهد الأتراك وهو أول من بنى مسجداً في البوكمال ( مسجد البوكمال القديم) وقد دُفن في باحته تقديراً له. والبوكمال من المدن الحديثة العمر حيث لايزيد عمرها عن 145سنة فقد قامت عام 1864 وكانت مركزا عسكرياً للقوات التركية حيث كانت تسمى (القشلة) والتي تعني باللغة التركية الثكنة العسكرية . الموقع : تقع المدينة في الجهة الشرقية من القطر العربي السوري وعلى الضفة اليمنى لنهر الفرات وفي منطقة سهلية وتقع على خط عرض 532 شمال خط الاستواء وترتفع عن سطح البحر بمقدار 165 متر . تتبع لمحافظة دير الزور وتبعد عنها بمقدار 135 كم وتتمتع بمناخ شبه صحراوي صيفها حار طويل وجاف وشتاؤها بارد وقصير امطارها قليلة لاتتجاوز وسطياً 150مم سنوياً مساحتها : 2000 هكتار . لقد قامت في الفرات الاوسط أسمى الحضارات في التاريخ ، ولازالت تتكشف في روابيه اثارمنها مملكة ماري العريقة ... وكانت المنطقة معبراً من معابر طريق الحرير الذي كان يصل الشرق بالغرب خاض فيها خالد بن الوليد معركة مع الروم ، وكانت الشام والعراق والجزيرة في مثلث من الارض تلتقى عنده طرق المواصلات لثلاثة اقاليم عربية، الشام ، العراق ، الجزيرة . التسمية،، جاء اسم البوكمال اصلا من (( البوجمال )) وهم آل كمال (جمال) بن غنام بن علي السالم الصهـيـبي جد (( البوجمال )) وكانت البوكمال أول منطقة رفع فيها العلم السوري بعد طرد الفرنسيين منها عام 1945 قبل الاستقلال. البوكمال في عهد العثمانيين شهدت منطقة البوكمال المرحلة الاخيرة من حياة الدولة العثمانية في الوطن العربي ولعلها الفترة العصيبة في حياة الامة ، حيث المجاعات والحروب ، وسياسة التتريك التي اتبعتها جماعة الاتحاديين منذ عام 1909 م ، وبطبيعة الحال نالت منطقة البوكمال نصيبها من هذه السياسة ، وتلاحقت الأحداث حتى أطيح بالسلطان عبد الحميد، فأنحرفت الدولة عن مسارها الاسلامي السابق ، وعاث قناصلة الدول الغربية الفساد فى أجهزة الدولة ، وتوجه الجيش العثماني في الولايات البعيدة للبطش والقمع ، وتفشت الرشوة ، وشاع الفساد وفرضت وزارة المعارف اللغة التركية في مدارس الوطن العربي ومنها مدارس البوكمال ، ولم يمضى عام 1916م إلا ونخبة من الشباب العربي تعلق على أعواد المشانق في دمشق . كما ألحقت حروب الدولة العثمانية في البلقان الضرر بكافة الولايات، ويتمت ألاف الاطفال ، وأضطرب حبل الامن في البادية والأرياف ، وأختلفت نظرة الناس في الحرب فمنهم من رأى فيها حربا مقدسة لايجوز التخلف عنها ، ومنهم من تخلف عنها ، وابتعدت القبائل الرحل عن المدن والعمران هربا من التجنيد ، وتسلح كثير من الناس ليدفع عن نفسه هجمات حملات التجنيد الاجبارية ودفع أهل المدن العربية خيرة شبابهم الى هذه الحرب وكثيرا منهم لم يعد الى بلاده . قال وصفى زكريا الذي أرتحل على عربات تجرها الخيول والبغال من البوكمال الى حلب واصفا الطريق : ( كنت لاأرى عليه إلا جنود الحكومة ، وتوارى الناس خوفا من الجنديه إلا من كان زبيدياً يضع الدبوس على صدره وبندقيته في يده متحديا السلطة في وضع النهار). وبسبب الحرب قامت الحكومة التركية بجمع الارزاق والغلال من الفلاحين الفراتيين ونقلتها تمويناً للجيوش على الجبهات ، وترافق ذلك سنين قحط مجدبة ، فحصلت مجاعة رهيبة بلغت ذروتها عام 1916 ،ولايزال الناس يسمونها : (سنة الجوع)وتشبث بالحياة كثيرون وهم يقتاتون أوراق النبات ، ومسحوق الذرة ، وأصبح رغيف الخبز دواء لكل مريض يحـتضر عـلى فراش الموت ، ومن يملك قوتا من الطحين فهــو يتأبطه في وعاء من الجلد يدعـــى ( الظبيه ) وكان لايفارقه أبداً ، "لأنه بذلك يفارق الحياة . واذا ذكر محسن لديه فائض من الطعام تجد الجياع يتجمهرون أمام بيته طلباً للإحسان . لقد تقاسم أهل منطقة البوكمال لقمة العيش بأخوة منقطعة النظير في فترة المجاعة ، وأعان غنيهم فقيرهم ، ولايزال الناس يتناقلون قصص المجاعة الكبرى عام 1916 بألم وحسرة . ومما زاد الطين بلة انتشار مرض ( التيفوس) في وادي الفرات ، وسببه سوء التغذية ، وقلة مواد النظافة ،ولبس أسمال الأرمن الذين دفعتهم القوافل التركية إلى المنطقة ، ولبس ثياب الموتى . يبدأ مرض ( التيفوس ) بأصفرار الوجه ، وهزال الجسم ، ومن ثم الموت ببطء شديد الساحة العامة بالبوكمال (الفيحة) غروب العثمانيين عن البوكمال غادر الجيش التركي البوكمال كجزء من سنجق دير الزور عام 1918، وكانت طوابير الجيش المنسحب تمر على الطريق المحاذى للنهر بجانبيه الشرقي والغربي ، وتعرضت للهجوم من قبل البدو وأهل الأرياف طمعاً بتخليصهم البنادق ( العـصملية ) الالمانيـــة المعروفة . تم الانسحاب بعـــد أن خسرت تركيا الحرب العالمية الاولـــــى (1914- 1918) مع المانيا من جهة والحلفاء من جهة اخرى ، في وقت قامت الثورة العربية الكبرى مناصرة للأوربيين الذين اعطوا الشريف حسين كامل الوعود باستقلال العرب وبعد ذلك وصلت مفارز جيش الشريف حسين في 7 كانون الاول عام 1918 وهي تحمل معها التشكيلات الادارية ، فعين مرعى الملاح متصرفا ، وعلي العسكري قائداً للجيش . ولكن بريطانيا والاوربيين قد تنكروا لوعودهم للعرب وقسموا الديار بمعاهدة (سايكس بيكو) الملعونة ، وها هي الطائرات البريطانية تلقى المناشير فوق المدن ومن قرى الفرات ، وتناشد زعماء العشائر بأسمائهم الاستسلام وعدم التعرض للجيش الانكليزي الذي يزحف على طول الفرات قادماً من الجنوب . وهكذا طويت صفحة حالكة السواد في تاريخ المنطقة ، وبدأت صفحة أخرى فتدفقت الجيوش الغربية الى الفرات من كل مكان ، وتصارع الانكليز والفرنسيون على محافظة دير الزور ، وساموا أهلها صنوفا من العذاب حتى جلو عام 1945 م مدحورين والحمد لله ... دخول الانجليز البوكمال احتل الانجليز بغداد في 11 آذار عام 1917 بعد أن كانوا محاصرين في الجنوب منذ عام 1914 وأخذوا يتحركون ببطء نحو الشمال على طول الفرات وفي الحبانية ( سن الذبان ) أقاموا أضخم قاعدة لهم في الشرق الاوسط ، ومن هذه القاعدة خططوا لاستكمال احتلالهم للفرات وفقاً لمعاهدة سايكس بيكو. استخدم الانكليز الحرب النفسية والجواسيس ، ففي كل مدينة يحتلونها يرمون في أسواقها الأرزاق والخيرات من الأرز والشاي وسكر (البرقان) والسمن بأسعار رمزية ، فتدافع الناس الذين عضتهم المجاعة لشرائها ، وخصص الانكليز للبيوت المشهورة كميات من الأرزاق مجاناً، فأخذ ضعاف النفوس يلهجون بذكر الانكليز وسرت أخبار الأرزاق التي وفروها للمناطق المحتلة مع المسافرين على طول الفرات. وتبين أن الانكليز كانو يتصرفون في المنطقة وهم على دراية تامة بأحوال البلاد والعباد، كما تبين أنهم كانوا يقيمون شبكة من الجاسوسية في طول الفرات وعرضه، لجمع المعلومات بواسطة الرحالة وضباط المخابرات أمثال لورنس المنسوب للعرب إفكاً، والكابتن لجمه (نجيمان) عام 1913. عرفت البوكمال نجيمان أحد الدراويش ينام في المساجد ، ويتسول في القرى ، ويبيع لعب الأطفال ويهيم على وجهه في الطرقات مصطنعاً البلاهة وشرود الذهن ، ولطوله الفارع كان يلقبه بعض الناس: بالحاج لقلق . عاد نجيمان مرشداً للحملة الانكليزية التي غزت الفرات السوري عام 1919. وعاث هذا المجرم فساداً في الأرض حتى قتل على مشارف بغداد أثناء أحداث ثورة العشرين في العراق . أديب الجيجكلي في ( البوكمال ) كان أديب الشيشكلي في عام 1941 قائد موقع (أبوكمال) وقد قام بإطلاق سراح الثوار الذين شاركوا رشيد عالي الكيلاني في انقلابه ضد الاسره الملكية العراقية في نيسان 1941 حيث عادت مجموعة من الثوار السوريون والعرب المؤيدة لرشيد عالي الكيلاني بعد فشل الانقلاب الى سورية عن طريق الحدود العراقية المتاخمة لمنطقة (أبوكمال). وقد كان احد ضباط جيش الانقاذ الذي شارك في حرب فلسطين عام 1948. وقد حكم سوريا في الفترة من 15 يوليو 1953 الى 24 فبراير 1954. وقدم استقالته في 25 فبراير 1954 وغادر سوريا إلى السعودية ومن ثم إلى العاصمة اللبنانية ومن ثم الى البرازيل وأغُتيل في مدينة سيرس البرازيلية في 9 تشرين الاول عام 1964. ثورة البوكمال عام 1919 شبت نار الثورة في البوكمال وكل سنجق دير الزور ، وأمتدت إلى بقية أرجاء محافظة دير الزور بسبب الظلم الذي مارسه الجيش الانكليزي في المنطقة ، وقد دون الأستاذ المهندس الزراعي وصفي زكريا الذي كان موجوداً في المنطقة بعض نتائج وأسباب هذه الثورة قال : وقد أدركت ذلك لما كنت في ظهرانيهم بمهمة مكافحة الجراد عام 1916، فما إن انسحب الترك سنة 1918م حتى ثاروا على الانكليز الذين كانوا قد وصلوا من العراق إلى هذه الأنحاء . وجرت معارك عديدة في الصالحية ووادي علي وتل المدكوك في شتاء عام 1919 وربيعها ، دارت الدائرة فيها على الانكليز وقتل منهم مئات ، رغم طائراتهم وسياراتهم المدرعة ، وقد أسقط العقيدات يومئذ عدداً من هذه الطائرات ، واستولوا على عدد من تلك السيارات ،وذبحوا ركابها ، فانسحب الانكليز الى وراء الحد الذي نصبوه في القائم ، وتركو البلاد لأهليها وللحكومة الفيصلية . معركة النسورية : (الذبحة) تمركزت القوات الانكليزية في قلعة الصالحية ، وفي دير الزور وبعد سلسلة من الأحداث الدامية في الدير والميادين والعشارة والبوكمال تأزم الموقف، ولم يعد يجرؤ الجيش الانكليزي على استخدام الطرق العامة، بل اكتفى بالطريق القديم الذي يحاذي البادية ، وفي نيسان من عام 1919م قرر الدميم من البوكمال، والشعيطات والمجاودة التصدي للجيش الانكليزي كما فعل العقيدات في الفرات، وقطع طريق إمداده بين ديرالزور وعانه، خرجوا إلى ظاهر قريتي المسلخة والمجاودة ، وانتشروا في موقع يسمى النسورية على الضفة الغربية من نهر الفرات بمحاذاة البادية. وفي النسورية وديان وتلال متناثرة ، وأشهر هذه الوديان وادي الذبحة أو وادي جالي ، كما أن أشهر التلال تل النسورية ، وقد خرجت الى الموقع وقدرت جبهة المعركة التي دارت بخمسة كيلو مترات. احتل الشعيطات القسم الشمالي من الجبهة ، والدميم والمجاودة القسم الأوسط والجنوبي منها . وفي الحقيقة دارت معركة النسورية بين المذكورين والجيش الانكليزي بالشعيطات ودارت معركة رهيبة خسرها الجيش الانكليزي في البداية،وقتل فيها ضابط كبير يدعى محلياً بأبي طوق، لطوق معدني كان في عنقه، وبمزيد من التعزيزات داهم الجيش الموقع بكثافة من الآليات وخيالة السيخ، وحاصروا مقاتلاً شرساً من الشعيطات (سنادي السهو) فقتلوه مع مجموعة من الرجال، بعد أن تكدست جثث الجنود حول موقعهم، شن الدميم والشعيطات والمجاودة هجوماً معاكساً، وتمكنوا من القوة المهاجمة، فأبادوا عسكرها ومنهم قتلة سنادي . وفي اليومين الثاني والثالث عزز الجيش مواقعه بالمدفعية، وحال بين القرى والمقاتلين المتركزين بوادي جالي، وحاصرهم وأبادهم، في اليوم الثالث بعد أن تكبد في المعركة أكثر من مئة جندي ومجموعة من الضباط وعندما أنتهت المعركة دفن الجنود قرب الموقع ونقل الضباط لدفنهم في البوكمال نفسها . كما قام المجاودة بدفن الشهداء في مدخل الوادي، ولا تـزال قبورهم ماثلة للعـيان وفوقها الصخر حتى اليوم . جن الانكليز للخسائر التي تكبدوها في المجرود والنسورية فقاموا بقصف كافة قرى منطقة البوكمال من الشعيطات وهجين حتى السويعية والباغوز بالمدفعية الثقيلة، وبالطائرات فهدموا المنازل وقتلوا كثيراً من الناس وسميت تلك السنة (1919م ) سنة الدان . وعلى تل مشرف على مدينة البوكمال دفن الانكليز مجموعة قـتـلت من خيرة ضباطهم الذين دفنوا في قبر جماعي كان يعرف حتى أمد قريب بقبر الانكليزي . عندما أيقنت الحكومة البريطانية أن لامقام لها في الفرات السوري نتيجة لثورة محافظة دير الزور قررت ترك المحافظة نهائياً والانسحاب الى العراق . قام الانكليز بالانسحاب من البوكمال في 27 كانون الأول من عام 1919، ولم يطب لهم المقام فيها أكثر من عام واحد . انسحبوا على ثلاثة جبهات في ليلة شاتية، وقاموا بالدفاع من وضع الحركة، والمقاتلون من أبناء عشائر البوكمال يلاحقونهم، فغنموا منهم ثلاثة رشاشات مع مصفحة وقتلوا مجموعة من الجنود . واستمرت المطاردة حتى منطقة القائم والحدود العراقية وهو الحد الذي أقاموه . البوكمال في عهد الفرنسيين دخلت القوات الفرنسية الى سورية في تموز عام 1920م بعد معركة ميسلون بقوات تقدر بخمسة وعشرين ألفاً من الرجال المدججين بالسلاح تدعمهم المدرعات والآليات، وكلهم من الجنود الفرنسيين مع مجموعة السنغال الآفارقة . وسرعان ماجندت القوات الفرنسية أربعة آلاف من الجنود السوريين واللبنانيين، ومئتين وتسعين ضابطاً عربياً، كما جلبت القوات الفرنسية ثلاثمائة رجل من الفرقة الكلدانية الآشورية، ودربتهم على أعمال الترجمة والإدارة، وكان نصيب البوكمال من هذه الفرقة السرجان اسحق كيكلوف الذي لايزال أحفاده يسكنون البوكمال حتى اليوم . وقامت القوات الفرنسية بتقسيم سورية في البداية الى دويلات في الفترة من 1920-1924 م ومنها دولة حلب التي كانت محافظة دير الزور جزءاً منها . دخلت القوات الفرنسية البوكمال عام 1921، وفور وصولها استولت على خان النقيب وحولته الى ثكنة عسكرية ، واستولت على مقهى صغير بجانب دار الحكومة العثمانية السابقة ونصبت فيه خيمة لمصلحة الاستخبارات الفرنسية، وقامت بسلسلة من الأعمال الإدارية والتنظيمية : 1) جعـلوا مقر الاستخبارات الفرنسية بقيادة ضابط فرنسي، ونظموا جهازاً سرياُ لجمع المعلومات . 2) طعـموا المفارز الفرنسية بعناصر محلية ، وكذلك سلك الشرطة . 3) جندوا خمسين رجلاً من أبناء المنطقة لدعم الاستخبارات، والقيام بالدوريات واعتقال المطلوبين والحراسة للمسؤولين الفرنسيين، وأسموهم العسكر السيار( القورد موبيل). 4) شكلوا مكتباً ( للميرة ) مهمته زراعة وجمع الحبوب، أعطيت قيادته لشخص مدني، ومن رؤسائه في البوكمال(الفردفوكو). 5) أجروا إحصاء للسكان عام 1922 م وجددت سجلات الأحوال المدنية . 6) تركوا الإدارات العامة كالقائمقامية ، والنفوس ، والقضاء الشرعي ، والأوقاف ، والبلدية بأيد عربية دونما سلطة تذكر. نعمت المنطقة بسنتين من الهدوء المشوب بالحذر ، فقد استفاد الفرنسيون من تجربة الجيش الانكليزي في الفرات ، فعاملوا الأهلين في البداية معاملة متميزة .. يلبون الدعوات ويحضرون الأعراس والأعياد الدينية ، ويوزعون الحلوى على الأطفال ، ويتجولون بين مضارب البدو، وينشدون الشعر الشعبي : أبالك تراكي واحداً مايراكـــيك ولاقال قولك ولاكــيف حــالك ان كان ماجيبك حكيماً يداويك أخوك مايمـكن يجيــــب الدوالك والأخطر من ذلك كله تشجيع عشائر سورية للإغارة والغزو على قبائل العراق ، وقام الانكليز بتشجيع قبائل العراق لغزو القبائل السورية. وهذه أهم الأسباب لفترة الهدوء ، وسرعان ماتكشف الزيف بممارستهم الظلم كالانكليز وأكثر ماحرك الأحداث : تكشف أبعاد معاهدة (سايكس - بيكو) وخروج العرب من مناصرة الأوربيين ضد العثمانيين بخفي حنين ، وتوقف الحرب والنضال بتوقف ثورة العشرين واحتلال دمشق ، ولكن هناك مجموعة من العوامل بدأت تحرك الشعور العام ضد الفرنسيين في محافظة دير الزور منها : نشاط بقايا قيادة سنجق دير الزور التي رحلت إلى ماردين من تركيا، وتتألف من : عجمي السعدون باشا مــن عرب المنتفك ، وأيوب بك رئيس البلدية ، وتوفيق الشلبي الخبير بالشؤون المالية في دير الزور ، ونهاد باشا القائد العسكري التركي لمنطقة ماردين . قامت هذه القيادة الاتصال سراً بزعماء العشائر ، وبالشخصيات الدينية، وأرسلت لهم القليل من السلاح ، وأخذت تؤلبهم على الفرنسيين ، وكان الفعل الكبير لعجمي السعدون ولشخصية ليبية هي الشريف أحمد السنوسي، إذ دفعت قيادة ماردين في إثر مجموعة من الرجال منهم : رجا الدندل الذي انطلق بخمسين فارساً يكمن النهار ويتحرك بالليل حتى وصل الى ماردين وقابل السعدون وعجمي باشا ، واتفقوا على تحريك العقيدات ضد الفرنسيين ، وأوصتهم بعدم التحرك حتى يثور (حاكم ابن مهيد ) شيخ قبيلة الفدعان من العنزة ، ثار ابن مهيد مع عشائر حلب في الفترة من العاشر من آب 1921 إلى السابع عشر من كانون الأول عام 1921 م ، واجتاح الفرات ووصل الى مشارف حلب ، ولكن القيادة التركية خذلته ولم تلتزم بما وعدت من المدافع والعتاد .. ففقدت المنطقة الفراتية أي أمل بنجاح الثورة أمام تبلور السياسة الدولية والمحلية . انسحاب الفيشيين دخلت فرنسا الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا ، ولكنها خسرت الحرب وصدمت باحتلال باريس في حزيران عام 1940 ، وسلمت قيادة الجيش الفرنسي لمجموعة الفيشيين الموالين للألمان ، وفي خارج فرنسا تشكلت نواة لجيش تحرير فرنسا حظيت بدعم الحلفاء، وخاصة من بريطانيا . بدأ الصراع على سورية بين هاتين الحركتين الفرنسيتين (الفيشية والديغولية) لكسب ود وتأييد الجيش الفرنسي في سورية الذي يعتمد نظاماً صارماً ، ويعتمد على نفسه داخل سورية وذلك بتعداد بلغ (35417) من الرجال المزودين بأسلحة كافية بقيادة الجنرال ( دانتز) الذي التزم جانب الفيشيين في فرنسا المحتلة ، وعزز الألمان هذا الجيش بأسراب من الطائرات المقاتلة حطت في مطاري دمشق وحلب ، وبالمقابل حشد البريطانيون قواتهم على نهر الليطاني من لبنان وفي الكسوة وازرع عند مشارف دمشق ، وتأهبت القوات البريطانية في العراق لدخول سورية، ورسمت القوات المهاجمة خطة للدخول عرفت في خرائط القيادة البريطانية بخطة ( ماري ) وذلك في نيسان من عام 1941م، في وقت عجزت فيه القيادة الفيشية عن اقناع تركيا بالسماح لها بجلب التعزيزات براً من فرنسا مباشرة أما على الصعيد المحلي ، فقد شغلت منطقة البوكمال بتهريب السلاح للثورة التي كان يعد لها رشيد عالي الكيلاني في العراق مع ضباط الجيش العراقي بدعم من الألمان ، حدثت الثورة في الفترة من الثاني من أيار الى الثلاثين من أيار عام 1941 وفشلت، فمر الهاربون من جحيمها عبر البوكمال كما مر الجرحى من المشتركين بها ، ومن بينهم : حمد صعب وحمد هلال ، كما مرت كتيبة فوزي القاوقجي عبر البوكمال من العراق الى سورية. وفي هذا الجو الحاسم من أيام الحرب العالمية الثانية نفذت القوات البريطانية خطة ماري المذكورة وتدفقت القوات البريطانية عبر الفرات الى الشمال والغرب مروراً بالبوكمال ، وعندما رد الفيشيون والقاوقجي قامت القوات البريطانية بقصف المدينة بالمدفعية ، وهرب منها السكان فهدمت بعض المنازل وقتلت امرأة وتدخلت بعض شخصيات البوكمال بالوساطة لوقف القصف عن المدينة فلم تفلح وعندما دخلت هذه القوات تابعت زحفها الى دير الزور ، وفي شمال المدينة تعرضت لقصف الطيران الألماني، وأعطيت بعض الآليات التي بقيت في شمال المدينة حتى أكلها الصدأ . قام الفيشيون في سورية بمفاوضة بريطانيا في كنيسة القديس يوحنا بعكا، وأسفرت المفاوضات عن انسحاب الفيشيين من سوريا بواسطة البواخر من الموانئ السورية الى موانئ مرسيليا مباشرة ،وقامت هذه القوات في محافظة دير الزور قبل الانسحاب بنسف عبارة القطعة في البوكمال ، وجسر البصيرة . القيادة الديغـولية قبل نجاح سيطرة البريطانيين والديغوليين على سورية وطرد الفيشيين ، كان الجنرال ديغول قد وعد السوريين بالاستقلال عندما تكتمل الخطة وتقف العناصر الوطنية بجانب جيوش فرنسا الحرة ، وذلك ببرقية أرسلها إلى جميل مردم بك هذا نصها : 8 حزيران 1941 عزيزي السيد جميل مردم بك: سيوجه الجنرال كاترو في حالة دخوله الى سورية نداء باسم فرنسا ، وقد نال موافقتي ويتضمن هذا النداء حقوق الشعب العربي في كل من البلدين باستقلال تام وسيادة مطلقة وإني لآمل منك أن تتعامل مع فرنسا الحرة ومنها الجنرال كاترو. القائد العام لقوات فرنسا الجنرال ديغـول: وصل ديغول إلى سوريا بعد رحيل الفيشيين في 26 تموز عام 1941، والقى خطابا في جامعة دمشق، كما زار دير الزور الفرنسية، ولم يتطرق إلى وعده إلا بأسلوب غير مفهوم، أخذ يماطل فيه ويسوف، فشهدت سورية من أدناها إلى أقصاها أحداثاً دامية في تشرين الثاني من عام 1941م، وبطبيعة الحال تحملت البوكمال كغيرها من مدن سورية نصيبها من هذه الإضطرابات، وكانت المناسبة أن أوعزت السلطات الفرنسية لأحد عملاء المنطقة بإرسال برقية تأييد وشكر للقيادة الفرنسية، ويطلب من الله باسم البوكمال وعشائرها أن تبقى فرنسا في ديارنا، مما اغـضب أهالي المنطقة، فقام مخاتير المدينة والقرى بإرسال برقية معاكسة تطلب من القيادة الفرنسية الانسحاب من سورية، وتستنكر تـنصل الفرنسيين من الوعـود التي قطعـوها بالإنسحاب وإعطاء الاستقلال. قامت السلطات بإعتقال مرسلي البرقية، وفرضت عليهم الإقامة الجبرية في مقر الأمن العام الفرنسي، فقام المرحوم شريف النهار بتأمين الطعام ولوازم النوم للمعتقلين طيلة مدة الحبس الذي قضوه شهراً في المركز. --------------------------------------- ومن أبرز المهاجرين الذين سكنوا بالبوكمال جاسم المردود- عبود الشريف- محي الدين الدخيل- جمال حامد السلمان- شريف الدلا علي- ثابت الحاج عجيب- صادق الأصيل- الحاج مصطفى القدسي- جمال الزعين- شريف الجوهان- جاسم العلاكة- صالح العلاو- الحاج تايه الظاهر- عبد القادر حنيش- عماش الدليمي- حسين الملا حميد- ليون آرو وغيرهم من الرعيل الأول . المصدر: منتديات مضايف بلدة الغبره hgf,;lhg ,jhvdoih hguvdr |
|
2nd January 2011 | #2 |
|
رد: البوكمال وتاريخها العريق
يسعدني ويشرفني
أن أكووون أول رد في موووووضووووووووعك شكرا لك اخي مهاااجر على المعلومااات والطرح والجميل والرااااائع تحيتي لك البرنس |
|
2nd January 2011 | #3 |
|
رد: البوكمال وتاريخها العريق
اشكرك اخوي البرنس ويسعدني ويشرفني مرور الكريم والراقي وتقبل حبي واحترامي
|
|
6th January 2011 | #7 |
|
رد: البوكمال وتاريخها العريق
اشكركر اخوي سعود علي المرور الراقي
تقبل احترامي وتقديري لشخصك الكريم |
|
11th January 2011 | #9 |
|
رد: البوكمال وتاريخها العريق
اشكر كل من مر علي هذه الصفحه ونورها بكلمه من قلمه المميز
تقبلو تحياتي واحترامي لكم جميعا اخواني وخواتي اخوكم مهاجر الجروووووووووووووووووووو |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
البوكمال | Admin | اخبار سوريه وتاريخها وحضارتها | 1 | 10th January 2013 01:15 AM |
تيس البوكمال حكايه زمانه | ابوفهد | مجلس القصص والروايات | 6 | 9th May 2011 03:32 PM |
نادي البوكمال الرياضي | ابوفهد | صدى الملاعب السوريه | 8 | 11th April 2011 08:06 PM |
معاناة البوكمال | ابوزياد | مجلس الطب العام | 8 | 23rd March 2011 12:14 AM |
علماء صنعو تاريخنا العريق | مهاجرالجرو | المجلس المفتوح | 5 | 11th January 2011 06:27 PM |