من خلال مايحدث يومياً في الشارع العربي ..
نرى الكثير من ( اللافتات ) المنمقة والمزخرفة ..
وهي تطالب بشتى انواع المطالب ..
من حرية .. الى اصلاح .. الى تعديل .. الى ان
يقف سقف المطالب بإسقاط النظام ..
او ( ارحل ) .. فلم نعد نريدك .. !
وهنا تبادر السؤال الذي طرأ الى ذهني ..
فإذا افترضنا ان هذه اللافتات موجودة في ( العراق ) ..
فماذا سيكون مضمونها .. وماذا ستكون المطالب ؟ ..
هل ستطالب بإسقاط النظام .. ؟ !! الذي سقط اصلاً ..
واجتثوه ( بفخر ) من ارضه واعدموا رأس النظام وضحوا به
في اول ايام عيد الاضحى .. !
ولمن ستوجه ( ارحل ) .. ؟ !! للامريكان ام ايران ام تركيا
ام للاكراد ( المفدرلين ) عن ارض العراق .. ام للنفوذ الخارجي
الذي يحكم اجزاء العراق .. !!
ولمن ترفع هذه المطالب كي يناقشها ويقررها ويطرحها
بجريدة رسمية كما هو معتاد ومعروف .. ؟ !!
هل ستكون لرئيس الدولة الذي لايملك صلاحيات
حتى بإصلاح سيارته الحكومية .. ام لرئيس الوزراء
المنتهية ولايته والممسك بتلابيب كرسيه بحكم
انه (مدعوم ) من الغرب ولديه ( واسطة قوية ) .. !
هذا هو العراق العظيم الان .. ومنذ الازل عاش في المحن ..
واختبر ويلات الحروب والغزاة والطغاة والحصار ..
ورغم كل ذلك لم يسقط .. ولم ينكسر .. بل بقي شامخاً
يعطي الدروس للعالم اجمع منذ ايام النمرود والمغول
والتتار والصفويين الى بريطانيا الى ايران .. الى هذه
اللحظة .. وهو يعطي الدرس تلو الاخر .. ولم ينحني
ولو للحظة في وجه هذه الرياح ..
العراق وقد تكالبت عليه اللصوص .. والعملاء والغزاة ..
هاهو يأن جريحاً وحيداً لم يسعفه احد .. وجعلنا
منه قضيةً معلقةً في مجلس الامن نسيت بأدراجهم
وانشغلوا بغيرها .. وجعلوا منه نموذجاً يحتذون به
ويحاولون ان يجعلوا منا جميعاً عراقاً آخر .. فاقدي الهوية
والشخصية .. مسلوبي الكرامة ومنهوبي الخيرات .. !
بحجة ديمقراطيتهم .. قتلوا وهجّروا وسلبوا ونهبوا
وفرقوا ابناء الشعب الواحد وجعلوا منهم سنةً وشيعة
ومسيحيين واكراد ..
وجعلوا منه اداةً في يد من كان يرتعب من اسم العراق فقط
هذا هو العراق .. وهذا الظاهر فقط والخافي اعظم
وابشع .. والحقيقة سوداء كاتمة للنظر ..
فهل من مستقبلً للعراق ؟!!
وهل ستطول غيبة العراق ؟!!
وهل سيصحو العراق ؟!!
وهل سيشفى العراق الجريح ؟!!
وهل من معتبر مماجرى ويجري في العراق ؟!!
وهل سنتعلم يوماً من هذا المعلم العظيم
وهذه الدروس المؤلمة ..؟!!
الله وحده اعلم .. واسأل الله ان يجعلنا
من المعتبرين .. وان يجعلنا ممن يسمعون
القول فيتبعون احسنه .. ويعود الينا هذا
العملاق الكبير .. المسمى بالعراق ..
اللهم آآمين ..